هل يمكن للرجال الذين يعانون من مشكلة دوالي الخصية أن يصبحوا آباء؟

دوالي الخصية هي توسيع للأوردة التي تحمل الدم الملوث من الخصيتين إلى القلب. تعتبر دوالي الخصية حالة خلقية؛ ونتيجة للهيكل التشريحي، فإنها تظهر عادةً بشكل أكثر شيوعًا لدى الرجال طوال القامة والنحيفين. كما أنها تُرى غالبًا في الخصية اليسرى أكثر من الخصية اليمنى.

عادةً لا تسبب دوالي الخصية أي مشاكل، ولكن قد تسبب في بعض الرجال آلامًا في الخصيتين على شكل ضغط، كما أوضح البروفيسور الدكتور بولنت إيرول؛ "عادةً ما يتم اكتشاف دوالي الخصية بسهولة خلال الفحص البدني للرجال الذين يرغبون في الإنجاب لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بعد مرور أكثر من عام من العلاقات المنتظمة. يمكن تشخيصها أثناء فحص الخصيتين عن طريق جعل المريض يسعل أو يجهد، ولكن في بعض الحالات قد يكون من الضروري أيضًا إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية دوبلر. لا توجد أسباب وراثية معروفة لظهور دوالي الخصية، لكن يمكن أن تؤدي التشوهات في بنية الأوردة ووجود الدوالي والخصائص الفسيولوجية إلى حدوثها. عند تقييم المرضى الذين تم تشخيصهم بدوالي الخصية، يجب إجراء تحليل للحيوانات المنوية مرتين لفحص هياكل الحيوانات المنوية. يمكن أن يواجه بعض الرجال انخفاضًا كبيرًا في عدد الحيوانات المنوية أو حتى عدم خروج الحيوانات المنوية على الإطلاق. في هذه الحالات، يجب البحث عن أسباب أخرى بجانب دوالي الخصية."

تعتبر دوالي الخصية مشكلة ذات أهمية كبيرة للصحة الإنجابية. وأوضح البروفيسور الدكتور بولنت إيرول أن "دوالي الخصية موجودة لدى 35-40% من الرجال الذين يتوجهون إلى الطبيب بسبب مشاكل العقم." وأضاف: "على الرغم من أن الرجال الذين يعانون من دوالي الخصية قد يصبحون آباء في سن مبكرة، إلا أنهم قد يواجهون مشاكل العقم عند الرغبة في إنجاب طفل ثانٍ بسبب التغيرات في معايير الحيوانات المنوية مع تقدم العمر. علاوة على ذلك، يمكن أن يُلاحظ أيضًا انخفاض في إفراز هرمون التستوستيرون لدى بعض المرضى مع مرور الوقت."

إذا كانت هناك أسباب أخرى تقلل من عدد الحيوانات المنوية، فمن الضروري أولاً تحديد وتصحيح هذه الأسباب. لأن دوالي الخصية بمفردها لا تؤدي إلى تقليل إنتاج الحيوانات المنوية إلى الصفر. يتم علاج دوالي الخصية من خلال عملية جراحية. يتم علاج الأوردة المتوسعة باستخدام تقنية جراحية ميكروسكوبية من منطقة الفخذ. يسمح استخدام المجهر تحت التخدير العام أثناء العملية بالتعرف بشكل أكثر وضوحًا على الأوردة والحفاظ على الشريان الذي يغذي الخصية. إن معدل نجاح هذا النوع من التدخل الجراحي مرتفع، بينما معدلات التكرار والمضاعفات منخفضة. يمكن للمرضى مغادرة المستشفى في يوم العملية، والعودة إلى العمل بعد يومين أو ثلاثة. يشعر المرضى بألم ضئيل بعد العملية."

إذا لم تتسبب دوالي الخصية في تغيرات في تحليل السائل المنوي من حيث العدد أو الحركة أو الشكل، فلا حاجة لإجراء عملية، كما يقول البروفيسور الدكتور بولنت إيرول؛ "إذا كان المريض صغيرًا جدًا لدرجة أنه لا يمكنه إجراء اختبار الحيوانات المنوية في مرحلة المراهقة، يتم اتخاذ قرار بشأن العملية من خلال مقارنة أبعاد الخصيتين. إذا كانت الجهة المصابة بدوالي الخصية تظهر فقدان حجم يبلغ 2 مل أو أكثر مقارنة بالجهة الأخرى، يمكن اتخاذ قرار بإجراء العملية. تعتبر فائدة إجراء عملية دوالي الخصية الفرعية، التي يمكن اكتشافها فقط من خلال الموجات فوق الصوتية دوبلر، موضع جدل. بمعنى آخر، من غير المعروف تمامًا ما هي الفوائد من عملية دوالي الخصية الفرعية."

فترة الانتظار لزيادة عدد الحيوانات المنوية بعد العمليات تتراوح بين 3-6 أشهر. تبلغ نسبة التحسن خلال هذه الفترة حوالي 70%. بينما تقدر نسبة الحمل المتوقعة خلال سنة واحدة بنحو 40%. قد لا يحدث أي تغيير في جودة وعدد الحيوانات المنوية لدى بعض الرجال. بالنسبة للرجال الذين لا يتحسن عدد أو جودة الحيوانات المنوية بعد 6 أشهر إلى سنة بعد العمليات ولا يمكنهم إنجاب أطفال بشكل طبيعي، يمكن اقتراح العلاج بتقنيات الإنجاب المساعدة، كما يقول البروفيسور الدكتور بولنت إيرول؛ "يمكن أن تؤدي دوالي الخصية غير المعالجة إلى مشاكل تتعلق بجودة الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى انكماش الخصيتين ومشاكل في إنتاج التستوستيرون. في مثل هذه الحالات، يجب تصحيح دوالي الخصية من خلال عملية جراحية. يُنصح الرجال الذين لا يرغبون في إجراء العملية بإجراء فحص سنوي من قبل أخصائي المسالك البولية."